الفرص والتهديدات التي تواجه إنتاج الدواجن فى الأراضى الجديدة

       تعد صناعة الدواجن بصفة عامة ودجاج التسمين بصفة خاصة من الأنشطة الإنتاجية الزراعية الهامة في مصر،  ويعتبر إنتاج دجاج التسمين أحد الأركان الهامة لتحقيق الأمن الغذائي بإعتباره مصدرا هاما للبروتين الحيواني مرتفع القيمة الغذائية كما أن سعره مناسب نسبياً لأفراد المجتمع، ونتيجة لزيادة السكان وإرتفاع أسعار اللحوم الحمراء أدى إلى زيادة الإتجاه لإستهلاك لحوم الدواجن، ومن ثم كانت أهمية دراسة التهديدات التى تواجه صناعة الدواجن من الدراسات الهامة للمنتجين وصانعي القرار عند وضع سياسات الإستغلال الأمثل للموارد الإنتاجية، وعلى الرغم من أن مشروعات دجاج التسمين تعتبر أحد المصادر الهامة لتوفير البروتين لسد النقص من اللحوم الحمراء، إلا أن تلك المشروعات تتسم بإرتفاع درجة المخاطرة، بالاضافة الى إرتفاع أعداد مزارع الدواجن المعطلة، حيث بلغ متوسط الطاقة العاطلة حوالى 27.6 مليون دجاجة، وتمثل 30.2% من الطاقة الكلية على مستوى النوبارية خلال الفترة (2005-2019)، هذا بالإضافة إلى التذبذب وعدم الإستقرار فى أسعار دجاج التسمين مما إنعكس بدوره على أسعار المنتجات الداجنة، حيث بلغ قيمة إنتاج دجاج التسمين حوالى 48.2 مليار جنيه والتى تمثل حوالى 86.1 % من قيمة الإنتاج الداجنى البالغ نحو 55.9 مليار جنيه خلال الفترة (2005-2019)، ويهدف البحث إلى دراسة الأهمية الإقتصادية للانتاج الداجنى ودجاج التسمين، الأمر الذى يتطلب دراسة تطور كل من الإنتاج المحلى والمتاح للإستهلاك والغذاء الصافى ومعدل الإكتفاء الذاتى ومتوسط نصيب الفرد من دجاج التسمين فى مصر، وفى النوبارية خلال الفترة (2005-2019)، كما يهدف الي تحليل نقاط القوة والضعف والتحديات والتهديدات التي تواجه الانتاج الداجنى، وإعتمد البحث علي التحليل الوصفي والاستقرائي، وتحليل مصفوفة SWOT لاستراتيجية صناعة الدواجن بالمناطق الجديدة، واعتمد على البيانات المنشورة التي تم الحصول عليها من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وبعض النشرات الدورية والمراجع العربية والأجنبية ذات الصلة بموضوع الدراسة، ومن أهم النتائج البحثية أن المتوسط السنوى للإنتاج الكلى للدواجن على مستوى الجمهورية خلال فترة الدراسة (2005 - 2019)  بلغ حوالى 1141 ألف طن، وقد بلغ متوسط الإنتاج الفعلى لدجاج التسمين على مستوى النوبارية حوالى 37.6 مليون دجاجة، وتعتبرالنوبارية ممثل جيد لنشاط  تسمين الدواجن علي مستوي الاراضي الجديدة والصحراوية حيث تحتل المركز الاول في إنتاج الدواجن، وتبين أن عدد العنابر العاملة بمنطقة النوبارية بلغ نحو 1660 عنبر، يحتل قطاع جنوب التحرير المركز الأول يليه على الترتيب كلا من قطاع غرب النوبارية ، شمال التحرير ، البستان ، بنجر السكر حيث بلغ عدد العنابر بها نحو 710 ، 440 ، 350 ، 130 ، 30 عنبر تمثل نحو 42.8% ، 26.5% ، 21.1% ، 7.8% ، 1.8% على الترتيب من إجمالى عدد العنابر العاملة بمنطقة النوبارية، وأهم المشكلات التي تواجه صناعة الدواجن بناء على آراء أصحاب المزارع من واقع استمارة الإستبيان هي عدم القدرة على تصنيع العلف بالمزرعة ويليها انخفاض أسعار بيع الدواجن بالمزرعة ، ثم مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف وصعوبة الحصول على التصاريح الحكومية والتراخيص وإرتفاع أسعار الأدوية البيطرية، وتحكم التجار والوسطاء فى الأسعار بالإضافة إلى بعض المشاكل الأخرى. من نتائج تحليل مصفوفة التقييم الرباعى (SWOT) لصناعة الدواجن طبقاً لأراء أصحاب المزارع تم تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه إنتاج دجاج التسمين بمنطقة النوبارية، وقد تم ترتيب نقاط التقييم الرباعى من حيث الأهمية النسبية لكل نقطة من خلال حساب المتوسط الهندسى من مجموع (116) إستمارة ثم تم تحديد الإحتمال النسبى لكل مربع من المربعات الأربعة وفقا لعدد النقاط حيث كان العدد الاجمالى لعدد نقاط التقييم الرباعى (23) وبلغت مجموعة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات  (5- 4- 6- 8) على الترتيب وبنسبة إحتمالية لكل منهم (0.22، 0.17، 0.26، 0.35)، ومن نتائج التقييم الرباعى توصل البحث إلى تطبيق الإستراتيجية الدفاعية والتي إحتلت المرتبة الأولى بنسبة بلغت (34.8%)، حيث يتم تعظيم نقاط القوة لأقصي حد وتقليل التهديدات الخارجية.
ومن خلال مصفوفة (TOWS) تم التوصل إلي أهم الإستراتيجيات لتطوير صناعة الدواجن وهى العمل على تقليل الفجوة بين الإنتاج  والاستهلاك المتزايد للمنتجات الحيوانية اعتمادا علي إحلال اللحوم البيضاء لسد جزء من العجز فى اللحوم الحمراء، استخدام بدائل علفية للذرة الصفراء من المخلفات الموجودة بالبيئة الداخلية (المزرعة)،  زيادة الاستثمارات الموجهة لسد الفجوة بين الإنتاج والإستهلاك، توفير الاستثمارات اللازمة لصناعة الدواجن، ومشاركة أصحاب المزارع في وضع التشريعات والقوانين الخاصة بحماية الإنتاج الداجنى.